الصفحات

-

-

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

اقسام القتل في الشريعة الاسلامية

ينقسم القتل إلى ثلاثة أقسام:
قتل العمد .. قتل شبه العمد .. قتل الخطأ.
قتل العمد: هو أن يقصد الجاني من يعلمه آدمياً معصوماً فيقتله بما يغلب على الظن موته به.
قتل شبه العمد: هو أن يقصد إنساناً معصوم الدم فيقتله بجناية لا تقتل غالباً ولم يجرحه بها، فيموت بها المجني عليه.
قتل الخطأ: هو أن يفعل الإنسان ما له فعله فيصيب آدمياً معصوم الدم لم يقصده فيقتله.

ينظر الموسوعة الفقهية الكويتية من  (5/ 17)الى(5/53)

الخميس، 25 سبتمبر 2014

ماهي السكاء؟ معنى السكاء في اللغة والاصطلاح الفقهي



 السكاء: هي الَّتِي لَا أذن لَهَا فِي الْخلقَة (وفي جواز ان يضحى بها تفصيل)

قال في تحفة الفقهاء للامام: محمد بن أحمد بن أبي أحمد، أبي بكر علاء الدين السمرقندي (المتوفى: نحو 540هـ)
  ((وَلَا يجوز ان يضحي بـــ السكاء الَّتِي لَا أذن لَهَا فِي الْخلقَة وَإِن كَانَت صَغِيرَة يجوز))(3/86)

      قال في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر,عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو بشيخي زاده, يعرف بداماد أفندي (المتوفى: 1078هـ)
 ((  وَلَا يضحى بـــ السَّكَّاءُ وَهِيَ الَّتِي لَا أُذُنَ لَهَا خِلْقَةً وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا لَا يَجُوزُ))(2/520)
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية(وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي تَفْسِيرِ السَّكَّاءِ فَفَسَّرَهَا الْمَالِكِيَّةُ بِأَنَّهَا الَّتِي خُلِقَتْ بِغَيْرِ أُذُنَيْنِ، وَهُوَ مَا جَاءَ فِي الدُّرِّ الْمُخْتَارِ مِنْ كُتُبِ الْحَنَفِيَّةِ، لَكِنْ الْكَاسَانِيُّ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ ذَكَرَ فِي الْبَدَائِعِ أَنَّ السَّكَّاءَ هِيَ صَغِيرَةُ الأُْذُنِ  .
وَفِي الْمِصْبَاحِ: السَّكَكُ: صِغَرُ الأُْذُنَيْنِ. وَفِي الْمُغْرِبِ: السَّكَكُ: صِغَرُ الأُْذُنِ، ثُمَّ قَال: وَهِيَ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ الَّتِي لاَ أُذُنَ لَهَا .

الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
يَتَحَدَّثُ الْفُقَهَاءُ عَنْ حُكْمِ السَّكَّاءِ أَوِ الصَّمْعَاءِ فِي بَابِ الأُْضْحِيَّةِ بِالنِّسْبَةِ لِمَا يُجْزِئُ مِنَ النَّعَمِ وَمَا لاَ يُجْزِئُ. وَالْمَدَارُ فِي الإِْجْزَاءِ وَعَدَمِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنَ النَّعَمِ صَغِيرَ الأُْذُنَيْنِ وَمَا خُلِقَ بِلاَ أُذُنَيْنِ.
وَيَتَّفِقُ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ صَغِيرَةَ الأُْذُنَيْنِ تُجْزِئُ فِي الأُْضْحِيَّةِ (سَوَاءٌ سُمِّيَتْ سَكَّاءَ أَوْ صَمْعَاءَ) .
لَكِنْ قَال الْمَالِكِيَّةُ: إِنْ كَانَتِ الأُْذُنُ صَغِيرَةً جِدًّا بِحَيْثُ تَقْبُحُ بِهِ الْخِلْقَةُ فَلاَ تُجْزِئُ.أَمَّا الَّتِي خُلِقَتْ بِلاَ أُذُنَيْنِ فَلاَ تُجْزِئُ فِي الأُْضْحِيَّةِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ - الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ - وَتُجْزِئُ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ؛ لأَِنَّ ذَلِكَ لاَ يُخِل.
وَمَا يُقَال فِي الأُْضْحِيَّةِ يُقَال فِي الْهَدْيِ))(25/90)


الاثنين، 15 سبتمبر 2014

بيان كذب هذا الحديث:من قرأ هذا الدعاء في أي وقت فكأنه حج 360 حجة،

 انتشر هذا الحديث عند كثير ممن يجهل احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ,فاردت ان انقل اقوال اهل العلم والاختصاص في بطلان وكذب هذا الحديث المنسوب الى النبي صلى الله عليه وسلم  وهذا الحديث نصه:

(لا إله إلا الله الجليل الجبار، لا إله إلا اله الواحد القهار، لا إله إلا الله العزيز الغفار، لا إله إلا الله الكريم الستار، لا إله إلا الله الكبير المتعال، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا ربًا وشاهدًا صمدًا ونحن له مسلمون، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا ربًا وشاهدًا، ونحن له عابدون، لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا ربًا وشاهدًا ونحن له قانتون، لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا ربًا وشاهدًا ونحن له صابرون، لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي ولي الله، اللهم إليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، وعليك توكلت يا أرحم الراحمين، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مضمون الحديث أنه قال:  من قرأ هذا الدعاء في أي وقت فكأنه حج 360 حجة، وختم 360 ختمة، وأعتق 360 عبدًا، وتصدق بـ 360 دينارًا، وفرج عن 360 مغمومًا، وبمجرد أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث نزل الأمين جبرائيل عليه السلام وقال: يا رسول الله: أي عبد من عبيد الله أو أمة من أمتك يا محمد قرأ هذا الدعاء ولو مرة في العمر بحرمتي وجلالي ضمنت له سبعة أشياء:
1 - أرفع عنه الفقر.
2 - أمنه من سؤال منكر ونكير.
3 - أمرره على الصراط.
4 - حفظته من موت الفجأة.
5 - حرمت عليه دخول النار.
6 - حفظته من ضغطة القبر

7 - حفظته من غضب السلطان الجائر والظالم  )
  

جواب اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء في المملكة العربية السعودية((وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن هذا الدعاء المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم دعاء باطل، لا أصل له من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والحديث المروي في فضله حديث باطل مكذوب، ولم نجد من أئمة الحديث من خرجه بهذا اللفظ، ودلائل الوضع عليه ظاهرة لأمور منها:
1 - مخالفة هذا الدعاء ومناقضته لصحيح المعقول وصريح المنقول من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك لترتيب هذه الأعداد العظيمة من الثواب المذكور لمن قرأ هذا الدعاء.
2 - اشتماله على لفظ ( علي ولي الله) ولا شك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أولياء الله، إن شاء الله، ولكن تخصيصه بذلك دون غيره فيه نفثة رافضية.
3 - أنه يلزم من العمل بهذا الدعاء أن قارئه يدخل الجنة وإن عمل الكبائر أو أتى بما يناقض الإيمان، وهذا باطل ومردود عقلاً وشرعًا.
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 284)
وعلى ذلك فإن الواجب على كل مسلم أن لا يهتم بهذه النشرة، وأن يقوم بإتلافها وأن يحذر الناس من الاغترار بها وأمثالها، وعليه أن يتثبت في أمور دينه فيسأل أهل الذكر عما أشكل عليه حتى يعبد الله على نور وبصيرة، ولا يكون ضحية للدجالين وضعاف النفوس الذين يريدون صرف المسلمين عما يهمهم في أمور دينهم ودنياهم، ويجعلهم يتعلقون بأوهام وبدع لا صحة لها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضوعضوعضوالرئيس
بكر أبو زيدصالح الفوزانعبد الله بن غديانعبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ



رابط الموضوع فتاوى اللجنة الدائمة

ينظر كذلك اسلام ويب 







السبت، 13 سبتمبر 2014

حكم اسلامية 2014




تذكر أن العزه في القناعه ..
والذله في المعصيه ..
والهيبه في قيام اليل ..
********************


أعلم أنه " ما تحلى المتحلون بشيء أحسن
عليهم من عظم مهابة الله في صدورهم "
********************


أعلم أنه ما أخرج الله عبداً من ذل المعاصي
إلى عز التقوى إلا :
أغناه الله بلا مال ..
وأعزه بلا عشيره ..
وآنسه بلا بشر ..
********************


أعلم " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده :
تحمل الله سبحانه حوائجه كلها , وحمل عنه كل ما أهمه ,
وفرغ قلبه لمحبته , ولسانه لذكره , وجوراحه لخدمته وطاعته ..
********************


قال إبن عباس رضي الله عنه : إن الحسنه نوراً في القلب..
وزينة في الوجه .. وقوة في البدن .. وسعة في الرزق ..
ومحبة في قلوب الخلق ..
********************


قال "إبليس نعوذ باله منه "
العجب لبني آدم يحبون الله ويعصونه ,
ويكرهوني ويطيعوني ..
********************


أعلم " أن الموت لا يعرف صغيراً ولاكبيرا ً..
ولا غنياً ولا فقيراً .. ولا جميلاً ولا قبيحاً ..
فليعد كلاً منا زاده وراحلته , فإن العمر قصير ..
والزاد قليل ..والسفر طويل "
********************


أخي أختي :
أطلب قلبك في ثلاث مواطن :
* عند سماع القرآن ..
* في مجالس الذكر ..
* في أوقات الخلوه ..
فإن لم تجد ,, فسأل الله أن يمن عليك بقلب ،،
فإنه لا قلب لك ..!!
********************


الإستقامه طريق !
أولها الكرامه ، وأوسطها السلامه ، وآخرها الجنه ..
********************


حبيبي حبيبتي في الله :
يكفيك من التقوى برد الإطمئنان ,
ومن المعصيه نار الهم والحرمان ..
********************


حبيبي حبيبتي في الله :
إياك والذنوب !! فإنها مصدر الهموم والأحزان
وهي سب النكبات وباب المصائب ..
********************


قال إبن دينار رحمه الله :
" كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه "
فإنه لا يضرك متى مت !!
********************


إعلم " بأن الله مطلع عليك ..
فاستحي أن يراك حيث نهاك ،،
ويفقدك حيث أمرك ..!
********************


قال إبن مسعود رضي الله عنه :
" ما ندمت على شيء كما ندمت على يوم
غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي "
********************


قال يحيى بن معاذ رضي الله عنه:
مسكين أبن آدم !!

لو خاف النار كما يخاف الفقر (لدخل الجنه)..

الخميس، 11 سبتمبر 2014

افظل طريقة للتخلص من الذنوب والمعاصي.للشيخ بن باز رحمه الله



طريقة التوبة من المعاصي
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم  . . . . . . . . . .  أعاذه الله من وساوس الشيطان ووفقه لما فيه صلاح أمر دينه ودنياه . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد : وصلني كتابك المتضمن بيان أشياء وقعت منك وأشكل عليك أمرها وخفت من عاقبتها ، وقد سبق أن أجبناك في 12 / 7 / 1390 هـ بطلب حضورك فلم يتيسر ذلك ونحن الآن نجيبك إن شاء الله على ما في خطابك :
سؤال : ذكرت أنك تصلي في بعض الأوقات وتدع الصلاة في أوقات أخرى ويحصل منك العزم على التوبة في بعض الأوقات ثم ترجع عن ذلك ، وربما أفضى بك ذلك التساهل إلى ترك بقية الأركان ، وقد عزمت على التوبة الصادقة والإقلاع التام فهل تقبل توبتك أم تكون من الذين قال الله فيهم : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ
[1]الآية ، وهل يشترط في التوبة النطق بالشهادتين بمسمع عالم ؟
وهل لا بد من الغسل وصلاة ركعتين إلى آخره ؟
جواب : قد بين الله في كتابه العظيم أنه سبحانه يقبل التوبة من عباده مهما تنوعت ذنوبهم وكثرت ، كما قال تعالى : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[2] أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين ، وقد أخبر فيها سبحانه أنه يغفر الذنوب جميعا لهم إذا صدقوا في التوبة إليه بالندم والإقلاع عن الذنوب والعزم على أن لا يعودوا فيها ، فهذه هي التوبة.
ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته وهو اليأس مهما عظمت الذنوب وكثرت ، فرحمة الله أوسع وعفوه أعظم ، قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ[3] وقال في حق النصارى أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[4] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها)) والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب عليك الإقلاع عن جميع الذنوب والحذر منها والعزم على عدم العودة فيها مع الندم على ما سلف منها إخلاصا لله وتعظيما له وحذرا من عقابه ، مع إحسان الظن به سبحانه ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني)) وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر : ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)) فاتق الله يا حمد ، وأحسن ظنك بربك وتب إليه توبة صادقة إرضاء له سبحانه وإرغاما للشيطان وأبشر بأنه سبحانه سيتوب عليك ويكفر سيئاتك الماضية إذا صدقت في التوبة ، وهو سبحانه الصادق في وعده الرحيم بعباده.
أما الشهادة على مسمع عالم فليس ذلك بشرط ، وإنما التوبة تكون بالإقرار بما جحدته ، وبعملك ما تركت ، فإذا كان الكفر بترك الصلاة فإن التوبة تكون بفعل الصلاة مستقبلا والندم على ما سلف والعزيمة على عدم العودة وليس عليك قضاء ما تركته من الصلوات ؛ لأن التوبة تهدم ما كان قبلها . أما إن كنت تركت الشهادتين أو شككت فيهما فإن التوبة من ذلك تكون بالإتيان بهما ولو وحدك فتقول : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ) عن إيمان وصدق بأن الله معبودك الحق لا شريك له وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله إلى جميع الثقلين من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
أما الغسل فهو مشروع وقد أوجبه بعض العلماء على من أسلم بعد كفره الأصلي أو الردة ، فينبغي لك أن تغتسل وذلك بصب الماء على جميع بدنك بنية الدخول في الإسلام والتوبة مما سلف من الكفر.
أما صلاة ركعتين بعد الغسل فلا تجب ، ولكن يستحب لكل مسلم إذا تطهر الطهارة الشرعية أن يصلي ركعتين لأحاديث وردت في ذلك ، وتسمى سنة الوضوء.
وأما قوله سبحانه : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا[5] فليس معناها أن من زاد كفره أو تكرر لا يتوب الله عليه ، وإنما معناها عند أهل العلم استمراره على الكفر حتى يموت ، كما قال الله سبحانه في الآية الأخرى في سورة البقرة : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ[6] وقال تعالى في سورة آل عمران : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ[7] وقال أيضا في سورة البقرة : وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[8] فقد أوضح الله سبحانه في هذه الآيات الثلاث أن حصول العذاب واللعنة وعدم القبول وحبوط الأعمال كل ذلك مقيد بالموت على الكفر ، وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الكافر مهما تنوع كفره ومهما تكررت ردته فإنه مقبول التوبة عند الله إذا تاب توبة نصوحا ، وهي المشتملة على الإقلاع عن الكفر والعزيمة على عدم العودة فيه والندم على ما مضى ، وإنما اختلفوا في حكم من تكررت ردته في حكم الشرع في الدنيا هل يقبل منه ويسلم من القتل أم لا تقبل منه ويقتل هذا محل الخلاف.
أما فيما بينه وبين الله سبحانه فليس في قبولها خلاف إذا كانت توبته نصوحا كما تقدم . وأرجو أن يكون فيما ذكرناه مقنع لكم وكفاية ، والواجب عليكم البدار بالتوبة الصادقة والضراعة إلى الله سبحانه والإلحاح في الدعاء أن يتقبل منكم وأن يثبتكم على الحق ويعيذكم من نزعات الشيطان ووساوسه ، فإنه العدو اللدود الذي يريد إهلاكك وإهلاك غيرك كما قال الله سبحانه : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[9] فبادر إلى إرغامه بالتوبة الصادقة وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة والنجاة من النار وقبول التوبة إذا صدقت في ذلك.
وأوصيك بالإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتحميده وكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أفضل ذلك أن تكثر من كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ، ومن الكلمات الآتية : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
كما نوصيك أيضا بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم والتدبر لآياته ، فإن فيه الهداية لكل خير والتحذير من كل شر ونوصيك أيضا بمطالعة ما تيسر من كتب الحديث المعروفة مثل : ( رياض الصالحين ) و ( بلوغ المرام ) فإن فيها ما ينفعك ويعينك على الخير إن شاء الله . أما صوم النافلة كالاثنين والخميس ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر فهو قربة وطاعة وفيه أجر عظيم ، وتكفير للسيئات ، ولكن إذا كانت أمك لا ترضى بذلك فلا تكدرها فإن الوالدة حقها عظيم وبرها من أهم الواجبات ، ولعلها تخاف عليك من الكسل إذا صمت ، وعدم القيام بالواجب في طلب الرزق والقيام بحاجات البيت ، ومعلوم أن طلب الرزق الحلال لإعاشة العيال وأهل البيت من أفضل القربات بل من أهم الواجبات ، وهو أفضل من التفرغ لصوم التطوع وصلاة التطوع ، وبكل حال فالذي أنصحك به هو أن تسمع لقولها وتطيعها في مثل هذا ، وإذا رأيت مجالا في المستقبل لطلبها الإذن فاستأذنها في الصوم ، إذا كان الصوم لا يعطلك ولا يضعفك عن المهمات المذكورة آنفا.

والله المسئول أن يمنحك الفقه في الدين ويهديك صراطه المستقيم ويمن علينا وعليك بالتوبة النصوح ، ويعيذنا وإياك وسائر المسلمين من نزغات الشيطان وشر النفس وسيئات العمل إنه جواد كريم . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه .

المصدر:موقع العلامة ابن باز رحمه الله